دول الساحل تكلف الجزائر بإعداد إستراتيجية مكافحة الإرهاب

القرار تم اتخاذه خلال اجتماع وزراء الخارجية ببماكو
دول الساحل تكلف الجزائر بإعداد إستراتيجية مكافحة الإرهاب
ف.أومحند
اتفق، أمس، وزراء الخارجية لدول الساحل الصحراوي المجتمعون بالعاصمة المالية باماكو على تكليف الجزائر بإعداد إستراتيجية مكافحة الإرهاب بالمنطقة، كما تم تكليفها باتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل ضمان التعاون العسكري بين الدول المعنية.
وخلص الاجتماع الذي دام ثلاثة أيام إلى اتخاذ قرار مباشرة الحوار مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية من أجل تعزيز التنسيق العسكري والاستخباراتي للوقوف في وجه تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، وهو قرار يعتبر منعرجا حقيقيا بالنسبة لدول منطقة الساحل التي اختارت مسار الحوار مع كل الأطراف المعنية بمكافحة الإرهاب، حيث تسعى الدول الأربع لاتخاذ التدابير اللازمة تحضيرا لعقد اجتماع مع الشركاء (الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية) الذي من المحتمل أن تحتضنه الجزائر العاصمة. كما يعد الاجتماع خطوة أولى من أجل تجسيد هذا التعاون وتفعيله ميدانيا، حيث أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية عبد القادر مساهل الذي ترأس الوفد الجزائري في هذا الصدد: ستتم دعوة شركائنا من خارج الفضاء الإقليمي مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لهذا الاجتماع الذي سيعقد على الأرجح خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية ، حيث رحب رئيس الوفد الجزائري بالنتائج التي تم التوصل إليها خلال اجتماع باماكو، بعد أن جددت دول الساحل عزمها على الاستمرار في مكافحة الجماعات الإرهابية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستئصال جذورها بعد أن أصبحت بمثابة هاجس أمام شعوب المنطقة وحتى الأجانب، بعد تعرض عدد كبير من السياح إلى عمليات اختطاف، حيث أضاف مساهل في هذا الشأن قائلا بلداننا شرعت في التحرك ويتعلق الأمر اليوم بتعزيز المسار الذي بوشر لمواجهة التهديد الإرهابي .
كما مكّن هذا الاجتماع باتخاذ قرار عقد اجتماعات دورية كل ستة أشهر، وهذا من أجل تقييم الأوضاع وتعزيز الحوار والتشاور بين الدول الأربع، وسيتم عقد أول هذه الاجتماعات بالعاصمة الموريتانية نواقشط، والذي من المنتظر أن يتم خلاله إعداد إستراتيجية تنموية إدماجية في المنطقة، وهي الوسيلة المثلى لتحسين الأوضاع المعيشية للسكان بعد أن أصبحوا لقمة سائغة وفريسة سهلة للجماعات الإرهابية .
وجاء الاجتماع الأخير ليؤكد وضع دول الساحل للخلافات والتوتر الذي شهدته العلاقات بينها، بسبب عدم تطابق وجهات النظرة وعدم الاتفاق على الإستراتيجية التي يمكن انتهاجها من أجل استئصال جذور الجماعات المسلحة، خاصة بعد إقدام مالي على إطلاق سراح أربعة عناصر إرهابية بعد الضغط المفروض عليها من طرف الخارجية الفرنسية، والتي كانت تسعى لتجسيد مطالب تنظيم القاعدة من أجل إطلاق سراح عدد من رعاياها المختطفين شمال مالي، وهو ما أثار استياء الجزائر وعبرت عنه صراحة في أكثر من مناسبة، لكن الاجتماعات الماراطونية الأخيرة منها اجتماع قيادة العملية المشتركة لهذه الدول مطلع الشهر الجاري دائما بباماكو ساهم في إذابة الجليد، بعد إدراك دول الساحل أنه لا مفر من التنسيق وإعداد إستراتيجية مشتركة لمواجهة الظاهرة.