[/b]اخت حلا تحيه طيبه
موضوعك مثير جدا
وجوابي لك بقصيدة ابا تمام عندما استنجدت العربيه بالمعتصم حينما قالت (وامعتصماه)
وقصيدة الشاعر اليمني عبد الله البرودني عندما رد على قصيدة ابا تمام بعد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.
ابا تمام ومايقول في قصيدته
قصيدة ابا تمام
السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ
فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُـودُ الصَّحَائِـفِ فِـي
مُـتُـونِـهـنَّ جــــلاءُ الــشَّـــك والــريَـــبِ
والعِـلْـمُ فِــي شُـهُـبِ الأَرْمَــاحِ لاَمِـعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
أَيْــنَ الـروايَـةُ بَــلْ أَيْــنَ النُّـجُـومُ وَمَـــا
صَاغُـوه مِـنْ زُخْـرُفٍ فيهـا ومــنْ كَــذِبِ
تَــخَـــرُّصَـــاً وأَحَــادِيـــثـــاً مُــلَــفَّــقَـــةً
لَـيْـسَـتْ بِـنَـبْــعٍ إِذَا عُــــدَّتْ ولاغَــــرَبِ
عَـجَـائِـبـاً زَعَــمُـــوا الأَيَّـــــامَ مُـجْـفِـلَــةً
عَنْـهُـنَّ فِــي صَـفَـرِ الأَصْـفَـار أَوْ رَجَــبِ
وخَوَّفُـوا الـنـاسَ مِــنْ دَهْـيَـاءَ مُظْلِـمَـةٍ
إذَا بَــدَا الكَـوْكَـبُ الْغَـرْبِـيُّ ذُو الـذَّنَــبِ
وَصَــيَّــروا الأَبْـــــرجَ الـعُـلْـيــا مُـرَتِّــبَــةً
مَـــا كَـــانَ مُنْقَـلِـبـاً أَوْ غــيْــرَ مُـنْـقَـلِـبِ
يقـضـون بـالأمـرِ عنـهـا وهْــيَ غـافـلـةٌ
مـادار فِــي فـلـكٍ منـهـا وفِــي قُـطُـبِ
لــو بيَّـنـت قـــطّ أَمـــراً قـبْــل مَـوْقِـعِـه
لــم تُـخْـفِ مـاحـلَّ بـالأوثـانِ والـصُّـلُـبِ
فَـتْـحُ الفُـتـوحِ تَـعَـالَـى أَنْ يُـحـيـطَ بِـــهِ
نَظْـمٌ مِـن الشعْـرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُـطَـبِ
فَـتْــحٌ تـفَـتَّــحُ أَبْــــوَابُ الـسَّـمَــاءِ لَــــهُ
وتَـبْـرزُ الأَرْضُ فِــي أَثْـوَابِـهَـا الـقُـشُـبِ
يَــا يَـــوْمَ وَقْـعَــةِ عَـمُّـوريَّـةَ انْـصَـرَفَـتْ
مِنْـكَ المُنَـى حُـفَّـلاً مَعْسُـولَـةَ الحَـلَـبِ
أبقيْـتَ جِـدَّ بَنِـي الإِسـلامِ فِــي صَـعَـدٍ
والمُشْرِكيـنَ ودَارَ الشـرْكِ فِـي صَبَـبِ
أُمٌّ لَــهُـــمْ لَـــــوْ رَجَـــــوْا أَن تُــفْــتَــدى
جَـعَـلُـوا فـدَاءَهَــا كُـــلَّ أُمٍّ مِـنْـهُـمُ وَأَب
وَبَــرْزَةِ الـوَجْــهِ قَـــدْ أعْـيَــتْ رِيَاضَـتُـهَـا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَـنْ أَبِـي كَـرِبِ
بِـكْــرٌ فَـمــا افْتَرَعَـتْـهَـا كَــــفُّ حَــادِثَــةٍ
وَلا تَــرَقَّـــتْ إِلَـيْــهَــا هِــمَّـــةُ الــنُّـــوَبِ
مِـنْ عَـهْـدِ إِسْكَـنْـدَرٍ أَوْ قَـبـل ذَلِــكَ قَــدْ
شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْيَ لَمْ تَشِبِ
حَـتَّـى إذَا مَـخَّـضَ اللهُ السـنـيـن لَـهَــا
مَخْـضَ البِخِيلَـةِ كـانَـتْ زُبْــدَةَ الحِـقَـبِ
أَتَـتْـهُـمُ الـكُـرْبَــةُ الــسَّــوْدَاءُ سَــــادِرَةً
مِنْـهَـا وكــانَ اسْمُـهَـا فَـرَّاجَـةَ الـكُــرَبِ
جَــرَى لَـهَـا الـفَـألُ بَـرْحَـاً يَـــوْمَ أنْـقِــرَةٍ
إذْ غُودِرَتْ وَحْشَـةَ السَّاحَـاتِ والرِّحَـبِ
لـمَّـا رَأَتْ أُخْتَـهـا بِـالأَمْـسِ قَــدْ خَـرِبَـتْ
كَـانَ الْخَـرَابُ لَهَـا أَعْــدَى مــن الـجَـرَبِ
كَـمْ بَيْـنَ حِيطَانِـهَـا مِــنْ فَــارسٍ بَـطَـلٍ
قَانِـي الـذَّوائِـب مــن آنــي دَمٍ سَــربِ
بسُنَّـةِ السَّـيْـفِ والخـطـي مِــنْ دَمِــه
لاسُـنَّـةِ الـديـن وَالإِسْـــلاَمِ مُخْـتَـضِـبِ
لَـقَــدْ تَـرَكــتَ أَمـيــرَ الْمُـؤْمـنـيـنَ بِــهــا
لِلـنَّـارِ يَـوْمـاً ذَلـيـلَ الصَّـخْـرِ والخَـشَـبِ
غَـادَرْتَ فيهـا بَهِيـمَ اللَّيْـلِ وَهْـوَ ضُحًـى
يَشُـلُّـهُ وَسْطَـهَـا صُـبْــحٌ مِـــنَ الـلَّـهَـبِ
حَـتَّـى كَــأَنَّ جَلاَبـيـبَ الـدُّجَـى رَغِـبَـتْ
عَـنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّـمْـسَ لَــم تَـغِـبِ
ضَــوْءٌ مِـــنَ الـنَّــارِ والظَّـلْـمَـاءُ عـاكِـفَـةٌ
وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فِـي ضُحـىً شَحـبِ
فالشَّمْـسُ طَالِعَـةٌ مِـنْ ذَا وقــدْ أَفَـلَـتْ
والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِــنْ ذَا ولَــمْ تَـجِـبِ
تَـصَـرَّحَ الـدَّهْـرُ تَـصْـريـحَ الْـغَـمَـامِ لَـهــا
عَـنْ يَــوْمِ هَيْـجَـاءَ مِنْـهَـا طَـاهِـرٍ جُـنُـبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيـهِ يَـومَ ذَاكَ علـى
بــانٍ بـأهـلٍ وَلَــم تَـغْـرُبْ عـلـى عَــزَبِ
مَــا رَبْــعُ مَـيَّــةَ مَـعْـمُـوراً يُـطِـيـفُ بِـــهِ
غَيْـلاَنُ أَبْهَـى رُبـىً مِـنْ رَبْعِهَـا الـخَـرِبِ
ولا الْـخُـدُودُ وقــدْ أُدْمـيـنَ مِــنْ خـجَـلٍ
أَشهى إلى ناظِـري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ
سَـمـاجَـةً غـنِـيَـتْ مِـنَّــا الـعُـيـون بِـهــا
عَـنْ كـل حُسْـنٍ بَــدَا أَوْ مَنْـظَـر عَـجَـبِ
وحُـسْــنُ مُـنْـقَـلَـبٍ تَـبْـقــى عَـوَاقِـبُــهُ
جَــاءَتْ بَشَاشَـتُـهُ مِــنْ سُــوءِ مُنْقَـلَـبِ
لَـوْ يَعْلَـمُ الْكُفْـرُ كَـمْ مِـنْ أَعْصُـرٍ كَمَنَـتْ
لَـهُ العَـواقِـبُ بَـيْـنَ السُّـمْـرِ والقُـضُـبِ
تَــدْبــيـــرُ مُـعْــتَــصِــمٍ بِاللهِ مُــنْــتَــقِــمٍ
للهِ مُــرْتَــقِــبٍ فِــــــي اللهِ مُــرْتَــغِــبِ
ومُطْـعَـمِ النَّـصـرِ لَـــمْ تَـكْـهَـمْ أَسِـنَّـتُـهُ
يـوْمـاً ولاَ حُجِـبَـتْ عَــنْ رُوحِ مُحْـتَـجِـبِ
لَـمْ يَـغْـزُ قَـوْمـاً، ولَــمْ يَنْـهَـدْ إلَــى بَـلَـدٍ
إلاَّ تَـقَـدَّمَــهُ جَــيْــشٌ مِـــــنَ الــرعُـــبِ
لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَـلاً ، يَـوْمَ الْوَغَـى ، لَغَـدا
مِنْ نَفْسِهِ ، وَحْدَهَا ، فِي جَحْفَلٍ لَجِبِ
رَمَــــى بِــــكَ اللهُ بُـرْجَـيْـهَـا فَـهَـدَّمَـهــا
ولَــوْ رَمَــى بِــكَ غَـيْـرُ اللهِ لَـــمْ يُـصِــبِ
مِــنْ بَـعْـدِ مــا أَشَّبُـوهـا واثـقـيـنَ بِـهَــا
والـلَّـهُ مِفْـتـاحُ بَــابِ المَعـقِـل الأَشِــبِ
وقــــال ذُو أَمْــرِهِــمْ لا مَــرْتَــعٌ صَــــدَدٌ
للسَّارِحـيـنَ ولـيْـسَ الــوِرْدُ مِــنْ كَـثَـبِ
أَمـانـيـاً سَلَـبَـتْـهُـمْ نُــجْــحَ هَـاجِـسِـهـا
ظُبَى السُّيُوفِ وأَطْـرَاف القنـا السُّلُـبِ
إنَّ الحِمَامَيْـنِ مِـنْ بِـيـضٍ ومِــنْ سُـمُـرٍ
دَلْـوَا الحياتيـن مِـن مَـاءٍ ومــن عُـشُـبٍ
لَـبَّـيْـتَ صَـوْتــاً زِبَـطْـرِيًّـا هَــرَقْــتَ لَــــهُ
كَـأْسَ الكَـرَى وَرُضَــابَ الـخُـرَّدِ الـعُـرُبِ
عَـداكَ حَــرُّ الثُّـغُـورِ المُسْتَضَـامَـةِ عَــنْ
بَـرْدِ الثُّغُـور وعَـنْ سَلْسَالِـهـا الحَـصِـبِ
أَجَـبْـتَــهُ مُـعْـلِـنـاً بـالـسَّـيْـفِ مُنْـصَـلِـتـاً
وَلَـوْ أَجَـبْـتَ بِغَـيْـرِ السَّـيْـفِ لَــمْ تُـجِـبِ
حتّـى تَـرَكْـتَ عَـمـود الـشـرْكِ مُنْعَـفِـراً
ولَــم تُـعَـرجْ عَـلـى الأَوتَـــادِ وَالـطُّـنُـبِ
لَمَّـا رَأَى الـحَـرْبَ رَأْيَ العـيـن تُوفَـلِـسٌ
والحَرْبُ مُشْتَقَّـةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ
غَــــدَا يُــصَــرفُ بِــالأَمْـــوال جِـرْيَـتَـهــا
فَــعَــزَّهُ الـبَـحْــرُ ذُو الـتَّـيــارِ والــحَــدَبِ
هَيْـهَـاتَ ! زُعْـزعَـتِ الأَرْضُ الـوَقُـورُ بِــهِ
عَـن غَـزْوِ مُحْتَـسِـبٍ لاغــزْو مُكتـسِـبِ
لَــمْ يُنـفِـق الـذهَـبَ المُـرْبـي بكَـثْـرَتِـهِ
علـى الحَصَـى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ
إنَّ الأُسُـــودَ أســـودَ الـغـيـلِ هـمَّـتُـهـا
يَومَ الكَرِيهَةِ فِي المَسْلـوب لا السَّلـبِ
وَلَّــى، وَقَــدْ أَلـجَـمَ الخـطـيُّ مَنْطِـقَـهُ
بِسَكْتَـةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فِــي صـخَـبِ
أَحْـذَى قَرَابينـه صَـرْفَ الـرَّدَى ومَضـى
يَحْـتَـثُّ أَنْـجـى مَطَـايـاهُ مِـــن الـهَــرَبِ
مُـــوَكـــلاً بِــيَــفَــاعِ الأرْضِ يُــشْــرِفُــهُ
مِـنْ خِفّـةِ الخَـوْفِ لامِـنْ خِفَّـةِ الـطـرَبِ
إنْ يَعْـدُ مِـنْ حَرهَـا عَـدْوَ الظَّلِيـم ، فَقَـدْ
أَوْسَعْـتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَـطَـبِ
تِسْعُـونَ أَلْفـاً كآسـادِ الشَّـرَى نَضِجَـتْ
جُلُودُهُـمْ قَـبْـلَ نُـضْـجِ التـيـنِ والعِـنَـبِ
يـــارُبَّ حَـوْبَــاءَ لـمَّــا اجْـتُــثَّ دَابِـرُهُــمْ
طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْـكِ لَـمْ تَطِـبِ
ومُغْضَـبٍ رَجَعَـتْ بِيـضُ السُّـيُـوفِ بِــهِ
حَيَّ الرضَـا مِـنْ رَدَاهُـمْ مَيـتَ الغَضَـبِ
والـحَـرْبُ قائـمَـةٌ فِـــي مـــأْزِقٍ لَـجِــجٍ
تَجْثُـو القِيَـامُ بِـه صُـغْـراً عـلـى الـرُّكَـبِ
كَـمْ نِيـلَ تحـتَ سَناهَـا مِـن سَنـا قـمَـرٍ
وتَـحْـتَ عارِضِـهـا مِــنْ عَــارِضٍ شَـنِـبِ
كَمْ كَانَ فِي قَطْـعِ أَسبَـاب الرقَـاب بِهـا
إلــى المُـخَـدَّرَةِ الـعَـذْرَاءِ مِـــنَ سَـبَــبِ
كَـمْ أَحْــرَزَتْ قُـضُـبُ الهـنْـدِي مُصْلَـتَـةً
تَهْـتَـزُّ مِــنْ قُـضُـبٍ تَـهْـتَـزُّ فِـــي كُـثُــبِ
بـيــضٌ ، إذَا انتُـضِـيَـتْ مِــــن حُـجْـبِـهَـا
رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُـبِ
خَلِيفَـةَ اللَّـهِ جـازَى اللَّـهُ سَعْـيَـكَ عَــنْ
جُرْثُومَـةِ الـديْـنِ والإِسْــلاَمِ والحَـسَـبِ
بَـصُـرْتَ بالـرَّاحَـةِ الكُـبْـرَى فَـلَـمْ تَـرَهـا
تُـنَـالُ إلاَّ عـلــى جـسْــرٍ مِـــنَ الـتَّـعـبِ
إن كـان بَيْـنَ صُـرُوفِ الدَّهْـرِ مِـن رَحِــمٍ
مَـوْصُـولَـةٍ أَوْ ذِمَـــامٍ غــيْــرِ مُـنْـقَـضِـبِ
فـبَـيْـنَ أيَّـامِــكَ الـلاَّتــي نُـصِــرْتَ بِـهَــا
وبَـيْــنَ أيَّـــامِ بَــــدْرٍ أَقْــــرَبُ الـنَّـسَــبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسْمِهـمُ
صُـفْـرَ الـوجُـوهِ وجـلَّـتْ أَوْجُــهَ الـعَـرَبِ
جواب عبد الله البرودني
قصسدة الشاعر اليمني عبد الله البرودني
ما أصدقَ السيفَ إنْ لم يَنْضِهِ الكَذِبُ
وأكذبَ السيفَ إنْ لم يصدق الغضبُ
بيضُ الصفائحِ أهدى حين تحْمِلُهَا
أيدٍ إذا غَلَبَتْ يعلو بها الغلبُ
أدهى من الجهلِ عِلْمٌ يطْمَئِنُّ إلى
أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلمِ واغْتَصَبُوا
قالوا: همُ البشرُ الأَرْقَى وَمَا أَكَلُوا
شيئاً ..كما أكلُوا الإنسانَ أو شَرِبُوا
ماذا جرى يا أبا تمام تسألني
عفوا سأروي ولا تسأل عن السبب
يَدْمى السؤالُ حياءً حينَ تسألهُ:
كيف احتفت بالعِدا(حيفا) أو(النَّقبُ)
مَنْ ذا يُلَبِّي؟ أمَا إصرارُ مُعتصمٍ
كلَّا وأخزى من ( الأفشينِ) ما صَلبوا
اليومَ عادتْ عُلُوجُ ( الرومِ )فاتحةً
وموطنُ العربِ المسلوبُ والسَّلَبُ
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجالِ ولمْ
نَصْدُقْ…وقدْ صدقَ التنجيمُ والكتبُ
فأطفأتْ شُهُبُ ( الميراج ) أنجمَنَا
وشمْسَنَا… وَتَحَدَّتْ نارَها الخُطَبُ
وقاتلتْ دوننا الأَبواقُ صامدةً
أما الرجالُ فماتوا…ثمَّ أو هربُوا
همْ يَفْرشُونَ لجيشِ الغزوِ أعيُنَهُمْ
وَيدَّعونَ وُثُوباً قبل أن يَثِبُوا
الحاكمونَ و ( واشنطن ) حكومتُهُمْ
واللّامعونَ …وما شَعَّوا و ما غربُوا
القاتِلونَ نبوغَ الشَّعبِ تَرضيةً
للمُعتدينَ وما أجْدَتُهُم القُرَبُ
لهم شُموخُ ( المُثنَّى ) ظاهراً ولَهُمْ
هوَىً إلى ( بابِكَ الخَرْميِّ ) ينتسبُ
ماذا ترى يا ( أبا تمام ) هل كَذَبَتْ
أَحْسَابُنا؟ أو تناسى عرقَه الذهبُ
عروبةُ اليومِ أُخرى لايَنِــــمُّ على
وجودِهَا اسمٌ ولا لونٌ …ولا لقبُ
تسعونَ ألفاً ( لعمُّوريَّةَ ) اتقدُوا
وللمُنَجِّمِ قالُوا : إنّنا الشُهُبُ
قيلَ:انتظارُ قِطافِ الكَرْمِ ما انْتَظروا
نُضْجَ العناقيدِ لكنْ قبلَهَا الْتَهَبُوا
واليومَ تِسعونَ مليوناً وما بَلَغُوا
نُضْجَاً وقدْ عُصِرَ الزيتونُ والعنبُ
تنسى الرؤوسُ العوالي نارَ نَخْوتهِا
إذا امتطاها إلى أسيادِهِ الذَنَبُ
(حبيبُ) وافيتُ من(صنعاء) يحملُني
نسرٌ وخلفَ ضلوعي يلهثُ العربُ
ماذا أحدّث عن صنعاءَ يا أبتي؟
مليحةٌ عاشقاها السِّلُّ و الجربُ
ماتتْ بصندوقِ ( وضاحٍ ) بلا ثمنٍ
ولم يمتْ في حشاها العشقُ والطربُ
كانت تراقبُ صبحَ البعثِ فانبْعَثتْ
في الحلمِ ثمّ ارتمتْ تغفو وترتقبُ
لكنها رغمَ بخلِ الغيثِ ما برحتْ
حبُلْى وفي بطنهِا (قَحطان) أو (كَرِبُ)
وفي أسى مقلتيها يغتلي ( يمَنٌ )
ثانٍ كحلمِ الصِبا ، ينأى ويقتربُ
(حبيبُ) تسأل عن حالي وكيف أنا؟
شبَّابةٌ في شفاهِ الرِّيحِ تنتحبُ
كانت بلادُكَ (رَحْلاً) ضَهْرَ (ناجيةٍ)
أما بلادي فلا ضَهْرٌ ولا غَبَبُ
أرعيتَ كُلَّ جديبٍ لحْمَ راحلةٍ
كانت رعتْهُ وماءُ الرَّوضِ ينسكبُ
ورُحتَ من سَفَرٍ مُضْنٍ إلى سفرٍ
أضنى؛ لأنَّ طريقَ الرَّاحةِ التَّعبُ
لكنْ أنا راحلٌ في غيرِ ما سَفَرٍ
رَحْلِي دَمِي وطَرِيقي الجمرُ والحطبُ
إذا امتطيتَ ركاباً للنوى فأنا
في داخلي أمتطي ناري وأغتربُ
قبري ومأساةُ ميلادي على كتفي
وحوليَ العدَمُ المنفوخُ والصًّخَبُ
(حبيبُ) هذا صداكَ اليومَ أُنشِدُهُ
لكن لماذا تَرى وَجْهي وتكتئبُ؟
ماذا؟ أتعجبُ من شَيبي على صِغَري؟
إنِّي ولِدتُ عجوزاً؛ كيف تعتجبُ؟
واليومَ أذوي وطيشُ الفَنِّ يَعزفُني
والأربعونَ على خدَّيَّ تلتهبُ
كذا إذا ابْيَضَّ إيناعُ الحياةِ على
وجهِ الأديبِ أضاءَ الفكرُ والأدبُ
وأنتَ من شِبتَ قبلَ الأربعين على
نارِ (الحماسةِ) تجلوها وتنتخبُ
وتجتدي كلَّ لصٍّ مُترفٍ هِبةً
وأنتَ تُعطيهِ شِعراً فوق ما يهَبُ
شرَّقْتَ غرَّبْتَ من (والٍ) إلى (ملكٍ)
يَحُثُّكَ الفقرُ أو يقتادك الطَّلبُ
طوَّفتَ حتى وصلتَ (الموصلَ) انطفأتْ
فيك الأماني ولم يشبعْ لها أربُ
لكنَّ موتَ المجيدِ الفَذِّ يبدأهُ
ولادةٌ من صِباها ترضعُ الحِقَبُ
(حبيبُ) ما زال في عينيك أسئلةً
تبدو … وتنسى حكاياها فتنتقبُ
وما تزالُ بحلقي ألفُ مُبكيةٍ
من رهبةِ البَوحِ تستحيي وتضطربُ
يكفيكَ أنَّ عِدانا أهدروا دَمنا
ونحنُ من دِمنا نحسو ونحتلبُ
سحائبُ الغزوِ تَشوينا وتحجبُنا
يوماً ستحبَلُ من إرعادنا السُّحُبُ
ألا ترى يا ( أبا تمَّام ) بارِقَنا
(إنّ السَّماءَ تُرَجَّى (حسم تحجب)
اعتقد في هذا كفايه واساله الله عز وجل ان يجنب امتنا ويرفع عنها الظلم والاحتلال ومكائد اليهود
تحيه لك اختي الفاضله