"أزمنة الرحيل المرّ "، مجموعة قصصية للأديب بادي عبد الرزاق .صدرت في طبعة أولى سنة 2000 عن شركة الحفيد .الوادي.الجزائر.
المجموعة صدرت في خمسين صفحة من النوع و الحجم المتوسطين.
هي تضم عشرة قصص قصيرة ذيلت بتواريخ تراوحت بين سنوات 1997 -2000.
"أزمنة الرحيل المرّ" لعبد الرزاق بادي تأخذك حين تأخذها إلى عوالم شهرزاد القصّ.
بادي ينكشف عبر الأزمنة هذه ،راويا فطنا رقيقا مغرقا في فنون الحكي البديعة ، ماهرا في طقوس شدّ قارئه إلى عوالمه.
لكننا كنا قلنا إنها شهرزاد القص ..فهل اختلس بادي مكنون الحكي من سيدته الأولى ؟ هل انه استرجع منها ما استودعها ؟ أم تراه نشأ في ذات الزهرة التي حوتها و البستها عبقها؟
يقين القارئ يبقى محلّ مد و جزر بين السؤال و احتمال رده الأصوب .
يقين آخر يتجلى في الأثناء وهو أن بادي عبد الرزاق و عبر أزمنة الرحيل المر إنما يخطو مجتاحا شهرزاد ،ما أمكنه العبور.
شهرزاد الإغواء ...شهرزاد الفتنة ..شهرزاد الرقة و الدفء...شهرزاد الوهم و المرارة احيانا.
إنه يزيح عنه حواجز العشيرة و المسكوت عنه ، المحضور ، و يمتد جسر قرنفل باتجاه المرأة (شهرزاد) في أبهى معانيها...تلك التي عادة ما تستعصي على الرجل لا على بادي الذي سعى إلى سكب الندى على الورد فتجلى له منفتحا باسما.
أزمنة الرحيل المر لعبد الرزاق بادي ..هذه المجموعة القصصية هي ارتماء الوليد في أحضان الأم وهي تواري الحبيب بين أضلع الحبيبة.
و كم كان الفعل موفقا.
المصدر