منتدى بـــــادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بـــــادي

معا لغد افضل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خواطر عبد الرزاق بادي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بادي
مديره المنتدى
مديره المنتدى
بادي


عدد المساهمات : 567
490660 السمعه : 95
تاريخ التسجيل : 09/05/2011
العمر : 33
الموقع : meri.yoo7.com

خواطر عبد الرزاق بادي Empty
مُساهمةموضوع: خواطر عبد الرزاق بادي   خواطر عبد الرزاق بادي Emptyالجمعة 9 سبتمبر - 14:56

إنه الصباح…هكذا يوقظنا يومنا الجديـد كل مرة…صباح يكشف لنا عن وجه باهت، ننهض ليتسارع إيقاع الحيـاة…إنه الصباح، خرجت من فراشها والألم يعتصر قلبها…خطوتـها متثاقلة والتعب يدب في كامل أطرافهـا ،هي لم تذق طعم النوم حين تذكرته،ضاق عنها الكون برحابته، لم تستطع الوصول بأفكارها إلى مرافيء السكينة، رغم محاولاتها اليائسة لنسيانه، تشعـر بأحداقه تحاصـرها، و بصوته يلح على أسماعها كالمطرقة، خرجت من غفوتها وراحت تبحث في نفسها عن طريق للخلاص، تتساءل في خاطرها ماذا يخبيء لها غدها لو اعترفت له بحبها،لو استسلمت لهذا الفيض الدافيء الذي ينساب في براري روحـها، ماذا سيحدث لو رفعت رايتـها البيضاء وصرحت له بما يقض مضجعها،هو لم ينتبه إليها لكنـه تسلل إلى مشاعرها كقطرة الندى، لا يدري ولا تريده أن يدري حتى لا تتسع الدائرة أكثر وتخرج عن نطاق السيطرة...هي أحبته وظلت تقاوم هذا الحب بكل الجوارح…لم يكن للمدينة وجه آخر لتكشفه غير وجهها الباهت، البائس…طرق متعرجة و حادة الزوايا ، الأرصفة متربة، ألوانها الحائلة تدعو للكآبة، دخان السيارات يبعث على الضيق والغبار المتصاعد من الأرض الجافة يتسرب بإلحاح ليختلط بالأنفاس المتعبة يعانق الواجهات الزجاجية ليكمل هذا الديكور الحزين…لم يكن في يومها ما يثير التفاؤل، ألقت نظرة عابرة على مقدمة حذائها ولباسها ثم تأففت فالثياب السوداء ليست ملائمة لهذا اليوم القاتم، الذي يشفق عليها من ثورة أحاسيسها المعتملة في قلبها ، وحدها كانت ترفض هذا الموت المجاني الذي يتملك كل شيء… فحتى النظرات العابرة التي تعودت أن تشعر بحرارتها كانت تسقط أمامها كأجساد غادرتها الحياة فكفت عن الحب و الدفء، حاولت أن تستحضر بعض اللحظات الجميلة لتمسح من على ناصية القلب ما علق به من ألم ولتكنس ما ترسب في النفس من أسئلة مستعصية.
حين إلتقته ذات زمن كان كل شيء يضج بالحياة، القاعة الدافئة والوجوه الكثيرة، المستبشرة، أنيقة كانت والورد ينثر خجله على الوجنات الوقت يضيق فلا يكاد يترك فسحة للوجوم، تنحني بقامتها المديدة حين ترد التحية فيأتي ردها كهبة العطر، تنعش وتبعث على الحياة، تحاصره بلهفة، تستمتع كلما وقعت عينه عليها، ويغوص القلب في دوامة الأسئلة المحيرة…هو لم يكن يشعر بشيء ، كان يوزع نظراته بين الموجودين في رحلة لإقناعهم بما يقول، أوراقه مبعثرة و أفكاره مشتتة بين جملة من التدخلات يجد نفسه مجبـرا للرد عليها وبين موعد آخر يتقارب زمنه كلما مرت الثواني والدقائق…وحدها كانت تسكنها الرجفة…هي لم تعرف الحب من قبل لكنها تخشى أن يكون هو ما تشعر به...سارعت تطرد أفكارها و هي التي تعودت أن تكـون الأقوى، أن تملك نبضها بيدها فهو في رأيها لم يكن الفارس ولا هي الحسناء النائمة في انتظار ربيع من القبل.
حاولت مرات عدة أن تنساه، أن تتركه على رفوف الذاكرة...قاومـت رغبة أكيدة في سماع صوته عبر الهاتـف، أن تستسلم لمشاعرها، لكنها تعود وترفض الانهيار...كانت تخفي داخلها جمرا من العاطفة يخبو تحت رماد الحدقات...جمرا ينتظر من ينفخ فيه
ليستعر من جديد...تلتقيه في عطفة الشـارع وتتعانق الأعيـن في لحظة أطول من العمر...أقصر من النبض، يبحر بها الوجـد ويتوقف الزمن...تنتهي مشاغلها الكثيرة و تصبح الحياة لحظة صدق يتسمـر فيها الجسـد عن الحركـة، تخاصرها الدهشة، يحاصرها الذهول...فتتوضأ الأعين في صمت مطبق...يجبرهـا القلب على إختلاس النظـر إليه...لكنه أصبـح جزء من ألاف الأجساد المتراصـة على الناصية، المنهكة اللاهثة في سباق الحياة المحموم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://meri.yoo7.com
 
خواطر عبد الرزاق بادي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رساله قصه لعبد الرزاق بادي
» ازمنه الرحيل المر لعبد الرزاق بادي
» أين تذهب الروح عند النوم؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بـــــادي :: الادب العربي و العالمي-
انتقل الى: